رحلة إلى البحر
في يوم بدا كأنه يوم مشرق رغم ان سمائه يلفها غيم ابيض كثيف لكن الشمس كانت تتسسلل من تلك الغيوم القليله المتفرقه هنا وهنا وبينما كانت تستعد الى الخروج من المنزل في هذا اليوم قررت ان تذهب هي واسرتها الى البحر اعدت حقيبة الخروج ووضعت فيها اغراض النزهة وبعض الاكل الخفيف من سندويشات ومشروبات غازيه واعدت الشاي وانطلقت بالسياره هي واسرتها الى البحر وعندما وصلت وحطت قدمها اول خطوة على الرمال الذي كان حارا قليلا من اشعة الشمس الذهبيه واذا بها تتنهد تنهيدة ممزوجة بحزن وفرح كانت تتنفس الصعداء من منظر البحر الممتد على مد البصر وزرقة مياهه الصافيه احست بالفرح لجماله واحست بالحزن والخوف من رهبته فهي تهاب البحر وتخشاه وتعتبره غادرا وما ان وصلت الى الشط حتى وضعت كرسيها على شاطئ البحر تحت المظلة ولبست النظارة الشمسية التي حجبت جمال عينيها استلقت على الكرسي وبين راحتي يدها كانت تمسك بكتاب تقراه لتسلي نفسها تقرا منه هنيهة وتتأمل البحر ورواده هنيه تتأمل بكل من مر من امامها وكان الهواء العذب يدغدغ شعرها ويداعب وشاحها يحاول ان يزيله عن عنقها فهو يشعر بالغيرة من الوشاح على صاحبة الوشاح واذا بها تنادي بصوت عذب نغمة موسيقية موزونه وتقول لا تبتعد اسبح قريبا من الشط لاتتعمق في البحر لقد كان ولدها فهي لم تاتي هي وزوجها الى البحر الامن اجل ولدها الذي قال لها انني اعشق البحر واحب السباحة يا امي واعلم انك تخافين من البحر وتخشينه ولكن لقد اخبروني اصدقائي بانهم سوف يذهبون هم واسرتهم الى البحر اليوم وبالفعل الحاح ولدها ذو العشر سنوات اقنعها وجعلها تصطحبه الى البحر واحست انها رحلة مفيدة لها ولاسرتها فلقد استمتعت طوال النهار بجمال البحر ومنظره وما افرحها وادخل السرور الى قلبها الا فرحة ولدها وابتسامته البريئة التي كانت ترتسم على وجنتيه الحمراوين وهو يغط في البحر وموجات خفيفة تترامى بين احضانه وكلما همت تريد الرحيل اوقفها رجاء طفلها بالبقاء وبقيت الى مغيب الشمس وقبل انت تهم تلملم اغراضها استعدادا للعودة الى المنزل لتسمع صفارة المنقذ يطلب من المتسبحين الخروج فموجة هائجة قادمة وما ان نظرت على البحر واذا بالبحر ينقلب ليصبح من لحظة الهدوء والركود الى عاصف كالثور الهائج الذي يبحث عن فريسته الضائعه واذا بغريزة الامومة تتحرك في داخلها لتصرخ بولدها اخرج من البحر يا ولدي البحر هائج والموجة عاليه لكنه لا يسمعها فهو كان في وسط المياه المتلاطمه وعندما ادار وجهه لينظر خلفه واذا بالموجة العاليه تسحبه معها الى اعماق المحيط وكانها تبحث عن خليل لها في قعر المحيط ورغم ان المنقذ حاول ان يساعده لكن الموجة كانت اقوى منه وامه تستغيث بزوجها وبالموجودين ان ينقذوا فلذة كبدها الا ان هذا كله كان عبثا فقلد انقضى اجل ولدها الصغير وما ان هدأت الموجه واذا بها تفيق صارخة ولدي ولدي لتجده نائما بين يديها في تلك اللحظة احست انها كانت تعيش كابوسا مخيفا حلما مزعجا لم تعرف له تفسير افاقت من نومها والدموع تملأ وسادتها وما اغرب من هذا الا انها كلما روت الحلم المزعج تنهمر الدموع من عينيها كزخات مطر تحس بغصة لانها عاشت هذا الحلم المزعج ولانها عاشته بولدها تتمنى بقرارة نفسها لو انها لم تحلم بطفلها كي لا يسمه مكروه لا في الحقيقة ولا في الاحلا م وادركت في قرارة نفسها ان خوفها من البحر ازداد مئات المرات بل اكثر بعد هذا الكابوس المزعج.